أنا الدكتور يوسف المنصوري، طبيب مختص في أمراض الأنف والأذن والحنجرة، وأمارس مهنتي في الرباط لأكثر من عشر سنوات. خلال هذه المدة، لاحظت زيادة خطيرة في أمراض الجهاز التنفسي العلوي مثل التهاب الجيوب الأنفية المزمن، التهاب الأذن الوسطى، التهاب الحلق المتكرر، وسرطان الأنف (polyp)، واضطرابات النوم بسبب توقف التنفس أثناء النوم. هذا الواقع مرتبط ارتباطاً وثيقاً بتفاقم تلوث الهواء في الرباط ومنطقة الدار البيضاء المجاورة.
بعض الأرقام المثيرة للقلق:
[li indent=0 align=left]وفق بيانات IQAir، تركيز الجسيمات الدقيقة PM2.5 في الرباط غالباً ما يكون من 1.6 إلى 2 مرات أعلى من القيمة الموصى بها من قبل منظمة الصحة العالمية، أي حوالي 7.8–10 µg/m³.[li indent=0 align=left]أما في الدار البيضاء، فقد بلغ تركيز PM2.5 أعلى مستويات وصلت إلى 31.2 µg/m³، مما يصنف ضمن "تلوث متوسط إلى شديد".[li indent=0 align=left]كما وجدت دراسة في الدار البيضاء أن الأمراض التنفسية الحادة والمزمنة، وكذلك مراجعات أقسام الطوارئ، تزداد بشكل ملحوظ في الأيام التي ترتفع فيها مستويات التلوث.[li indent=0 align=left]عالمياً، يُعتبر تلوث الهواء مسؤولاً عن حوالى 8.8 مليون حالة وفاة مبكرة سنوياً، ويتسبب في ما يقارب 43% من سنوات العمر المفقودة بسبب أمراض القلب والسكتة الدماغية.تأثير التلوث على الأنف والأذن والحنجرة والقلب:
في العيادة، ألاحظ مرضى من الأطفال والبالغين الذين يعانون من التهاب الجيوب المزمن، الحساسية، انسداد الأنف المزمن، أو وجود أورام أنفية، خصوصاً بالذين يسكنون قرب الطرق المزدحمة أو المناطق الصناعية في الرباط والدار البيضاء، حيث يتركز الغبار الدقيق بكثافة.
المرضى المسنّون أو أصحاب الأمراض القلبية غالباً ما يشتكون من ضيق التنفس أو تسارع ضربات القلب بعد التعرض لحالات تلوث حاد، وهذه الأعراض تدل على إمكانية ارتفاع خطر اضطرابات النظم القلبي التي تظهر بعد ساعات من التعرض لـ NO₂ أو PM₂.₅ كما توضح عدة دراسات.
حتى الأطفال يتأثرون؛ مثلا، طفل عاش قرب منطقة صناعية أصيب بتكرر التهاب الأذن الوسطى، وبعد التقييم، تبين أن الغبار الصناعي وبخار الكبريت من محطة كهرباء قريبة كان السبب الرئيسي.
أهمية التشخيص في المرافق المتخصصة:
التشخيص الدقيق يتطلب وجود أجهزة تنظير ومعدات تصوير حديثة لتحديد وجود التهاب الجيوب أو أورام أو التهابات أنفية مزمنة. حاصل على شهادة من جامعة محمد الخامس وتخصص ENT من CHU أبن سينا، بالإضافة إلى تدريب في فرنسا، مما يؤهلني للتعامل مع الحالات المعقدة وتحديد درجة الالتهاب بدقة.
بالإضافة لذلك، يساهم التشخيص المبكر لأمراض القلب المرتبطة بالتلوث مثل اضطرابات النظم والسكتة والجلطات القلبية، في توجيه المرضى لإجراء فحوصات مثل ECG أو الإيكو القلبي قبل تطور الحالة إلى مضاعفات خطيرة.
التشخيص في العيادات المختصة يضمن
[li indent=0 align=left]تمييز المرض بدقة (التهاب الجيوب أو حساسية الأنف أو أورام)[li indent=0 align=left]توجيه العلاج بشكل صحيح وتجنب استخدام بخاخات أو مضادات حيوية بلا داعي، ما قد يؤدي إلى مقاومة أو تفاقم الحالة[li indent=0 align=left]الكشف المبكر عن مشاكل القلب التنفسية[li indent=0 align=left]تقليل عدد الزيارات الطبية غير الضرورية وزيادة فاعلية العلاج من خلال المتابعة المنتظمةخلاصة ودعوة للعمل:
تلوث الهواء ليس مجرد مشكلة تنفسية فقط، لكنه يزيد من خطر الأمراض القلبية خاصة في المدن الكبرى مثل الرباط والدار البيضاء. الواقع اليومي في العيادة والبيانات العلمية يؤكدان ذلك بوضوح.
أدعو المجتمع إلى:
[li indent=0 align=left]الانتباه لجودة الهواء في الأماكن القريبة: تقليل التعرض عند ارتفاع مؤشر الجودة، استخدام كمامات مناسبة، وتطبيق مرشحات هواء داخل المنازل.[li indent=0 align=left]مراجعة أطباء الأنف والأذن والحنجرة عند استمرار الأعراض مثل انسداد الأنف أو ألم الأذن أو التهاب الحلق المتكرر.[li indent=0 align=left]عدم استخدام أي دواء دون تشخيص واضح.[li indent=0 align=left]إجراء فحص قلب مبكر عند وجود أعراض مثل ضيق التنفس أو تسارع ضربات القلب بعد التعرض للهواء الملوث.أنا، كطبيب ENT مغربي متخصص وبمعدات حديثة، ألتزم بمرافقة المرضى ليس فقط لعلاج أعراضهم، بل لتحسين جودة حياتهم في بيئة حضرية مليئة بالتحديات. إذا كنت أنت أو أحد أقاربك في الرباط أو الدار البيضاء يعاني من أعراض أنفية أو تنفسية أو قلق من تأثير التلوث الهوائي، لا تتردد في الاتصال للحصول على تشخيص واستشارة مهنية مبكرة.